یتناول هذا البحث البصمه الإیرانیه فی عماره قصر الحمراء بمدینه غرناطه الأندلسیه، مسلطًا الضوء علی التبادل الثقافی والحضاری بین الأندلس وبلاد فارس خلال العصر الإسلامی. ینطلق البحث من فرضیهٍ أساسیهٍ مفادها أن العماره الإیرانیه قد أثرت بشکلٍ واضحٍ علی العماره الأندلسیه، من خلال انتقال العدید من العناصر المعماریه والزخرفیه من بلاد فارس إلی الأندلس. ویهدف البحث إلی إبراز أهمیه هذا التأثیر ودور الفرس فی إثراء العماره الأندلسیه، من خلال دراسه قصر الحمراء کنموذجٍ یُجسّد هذا التلاقح الحضاری. ویتبع البحث المنهج الوصفی التحلیلی، مُعتمدًا علی مقارنه العناصر المعماریه الإیرانیه بنظیرتها فی قصر الحمراء، مع تحلیل أوجه الشبه والاختلاف بینهما، بالاعتماد علی المصادر التاریخیه والأثریه الموثوقه.یتناول البحث بالتفصیل مظاهر التأثیر الإیرانی فی قصر الحمراء، بدءًا من التخطیط العام، مرورًا بالعناصر المعماریه کالأعمده والأقواس والقباب، وصولًا إلی الزخارف والنقوش، وحتی تصمیم الحدائق والمساحات الخضراء. ویُظهر البحث کیف استلهم المعماریون الأندلسیون من نظرائهم الفرس فی تصمیم قصر الحمراء، مُدمجین عناصر من العماره الفارسیه مع التقالید المعماریه المحلیه، لیُنتجوا تحفهً فنیهً فریدهً تُجسّد التلاقح الحضاری بین الشرق والغرب.ویسعی البحث للإجابه عن أسئلهٍ رئیسیهٍ حول أبرز ملامح العماره الإیرانیه التی أثرت علی العماره الأندلسیه، وکیف تجلّت هذه التأثیرات فی قصر الحمراء بشکلٍ خاصٍ، وما هو دور الفرس فی بناء قصر الحمراء وإثراء عمارته. ویُخلص البحث إلی أن قصر الحمراء یُعد شاهدًا حیًا علی التبادل الثقافی والحضاری بین الأندلس وبلاد فارس، ویُجسّد قدره الحضاره الإسلامیه علی المزج بین الثقافات المختلفه وإنتاج تحفٍ فنیهٍ خالدهٍ.
