إن الأسلوبیه بوصفها منهجا نقدیا، تعنی بدراسه النصوص الأدبیه من خلال النص ذاته وهدفها الرئیس هو دراسه الظواهر المنزاحه فی النص الأدبی والکشف عن جمالیاتها. فی الإجراءات الأسلوبیه، یلعب السیاق دوراً مهمّاً فی معرفه الظاهره الأسلوبیه؛ لأنّ السیاق هو القاعده الداخلیه ینحرف عنها الأسلوب وهی التی تمنح الخروج علی القاعده اللسانیه والتناوب هو ظاهره أسلوبیه تمثل خروجاً أو تحولاً عن النمط السائد فی السیاق وهو یعنی إحلال کلمه - اسم، وفعل، وحرف- محل کلمه أخری بشکل لا تنفی الکلمه النائبه معنی الکلمه المنوب عنها. إنّ التناوب بوصفه ظاهره أسلوبیه یحتوی علی رکیزتین أساسیتین: الأولی: الخروج عن البنیه المثالیه الأصلیه والثانیه: النیه الجمالیه التی تقف وراء البنی الإبداعیه ومن هنا تأتی أهمّیه هذه الدراسه التی تحاول الوقوف علی أبرز صور التناوب فی النص القرآنی وبیان جمالیاتها ودورها الدلالی والکشف عن المفارقه بین دلاله البنیه السطحیه الظاهره ودلالات البنیه العمیقه. عولجت هذه الدراسه علی المنهج الوصفی – التحلیلی وتوصّلت إلی بعض النتائج منها: إنّ الغرض الرئیس لتناوب حرف بدل آخر هو المبالغه بالإضافه إلی دفع التشبّع والتکرار ومفاجأه المتلقّی. أبرز التناوب فی الأفعال أو التضمین النحوی أسلوباً عربیاً خاصاً مفاده تضمن لفظ لمعنی لفظ آخر مما یحدث نوعاً من الدلاله المرکبه التی تغنی المعنی، مع تحقق مبدأ الإیجاز والاختصار، بالإضافه إلی التوسع فی المعنی وأثبتت أنّ ظاهره التناوب فی الأفعال أکثر انتشاراً فی هذه السور خلافاً مع الأنماط الأخری. أمّا فیما یتعلّق بالتناوب بین الأسماء والتناوب الوظیفی فلاحظنا فی مبحث التناوب بین صیغ الأسماء والأفعال، أنّ الانزیاحات، أخذت کثافه ذات نوعیه لافته، حیث رأینا أن ورود اسم الفاعل بدل الفعل المضارع أو الفعل الماضی له حضور مکثّف فی هذه السور. إنّ التناوب الوظیفی فی هذه السور الأربع کثیراً ما یتجلّی فی إنابه المصدر مناب الوصف أی: إقامه المصدر مقام الاسم الفاعل والمفعول حیث کثره ورودها جعلها عیّنه أسلوبیه ومن دلالات هذا النمط من التناوب هی الاقتصاد اللغوی وتکثیف الدلاله فی المبنی الواحد.